الاثنين، 19 مايو 2014

صورة وصورة

أتذكرون صورة ميدان التحرير في يناير 2011
أتذكرون يوتوبيا الشباب الطاهر المبتسم المستعد للتضحية بكل شيء من أجل غد أفضل للوطن الصورة السلمية المتحضرة الحالمة المصرة علي ازالة الديكتاتور وتحقيق حلم العيش والحرية والعدالة الاجتماعية للجميع.
  أتذكرون مينا دانيال ومحمد  وهنعدمهم هنا هوه هنا هوه
صورة حضارية جميلة تصدرت كل الصحف وتناقلتها وكالات الانباء.
 وكنا فخورين بانتمائنا لبلد انتفض من سباته واجبر ديكتاتور علي الرحيل ،،او هكذا تصورنا
رأينا مصريين يعيشون في بلدان أوروبية ويضعون علم مصر علي صفحاتهم ويتفاخرون بانتمائهم لهذا الشعب العظيم :)
كانت مصر كما نحب أن نراها كما حلمنا بها،،كام يوم وتغيرت الصورة وافقنا من الحلم.....

والآن نري صورة أخري مقوماتها ناس غريبة بتقول ان الشعب ده ما ينفعش يتحكم غير بالكرباج وتدلل بالفوضي الضاربة في كل شيء وكأن من يتهم "الشعب ده" من السويد او كندا وكأن هناك شعوبا يصلحها العدل وأخري يصلحها الظلم !!!
والصورة السلبية متعددة المكونات بما لا يتسع لها مجرد تدوينة ولكنني هنا أركز علي جزء صغير منها.

جزء لافت جدا في الصورة بالنسبة لي ظاهرة النساء الراقصات في العرس الديموقراطي !!!

تسمية استفتاء او انتخابات "عرس ديموقراطي" يبدو انها السبب في معاناة مثلي من مظهر يصلح للتدليل علي فساد الذوق واساءة الفهم وغباء التصرف بامتياز.
مش مشكلتي ان ام سوسو فرحانة انها بتتصور في التليفزيون ومن ثم لازم تخبطلها زغروطة وتهز شوية علي انغام تسلم الايادي.
الحقيقة البسيطة انني اشعر بالعار ليس فقط لأن لا سوسو ولا امها عندهم دم يجعلهم يحترمون دماء جيران واقارب ومعارف سالت في الشارع لأن لهم رأيا مختلف ولكن أيضا لأن صورة الراقصات في طابور انتخابات صورة تدل علي فساد الذوق وفقدان التمييز.
من يذهب الي الشاطيء لا يمكن ان يذهب بسواريه ومن يذهب الي الاوبرا لن يدخل اذا كان يرتدي بيجامة.
اذا تحدثت لسيدة فلا يصح ان ترفع صوتك او تتلفظ بما لا يليق دي أوليات تعامل مش هينفع فيها تخترع أو تقول بإنك بتعلم العالم الحضارة الحقيقية علي واحدة ونص !!

صورة "الشعب العبيط" عذرا الذي يتمني الحكم بالكرباج ويعامل الانتخابات _وهي شيء جاد_ معاملة عيد ميلاد او حفلة  حنه صورة مخجلة حتي النخاع.
وأخيراً  ده مش فرح بنت العمدة عشان تجامليهم بزغروطة ورقصة يا مودام!!!

هناك تعليق واحد: