(3)
|
و مضيت وحدي في الطريق
|
و سمعت في جيبي دبيبا.. خافتا
|
و أصابع تلتف تلتمس الخفاء
|
و نظرت خلفي في اضطراب!
|
طفل صغير.. لا تغطيه الثياب
|
لم يا بني اليوم تسرق
|
أين أنت.. من الحساب؟!
|
يوما ستلقى الله..
|
لم ينطق المسكين قال بلهفة:
|
الله..
|
من في الأرض يخشى الله يا أبتاه؟!
|
الجوع يقتلني و لا أجد الرغيف
|
و الدرب كالليل المخيف..
|
(4)
|
و مضيت وحدي في الطريق
|
إيوان كسرى خلفه غصن عتيق
|
صوت جهير ينفجر:
|
الشعب مقبرة الغزاة
|
و كفاحنا سيظل مفخرة الحياة
|
و رأيت كل الناس تهتف في الطريق
|
و جميعهم جاءوا.. (حفاة)
|
و توارد الخطباء في القصر العتيق
|
يتهامسون.. و يهتفون لصحوة الشعب العريق
|
و يرتل الخطباء ما قال(الرفيق)
|
هيا و ثوروا ثورة الإنسان تزأر كالحريق...
|
هيا نحطم قلعة الأصنام في هذا الضفاف
|
و ترنح الخطباء في نخب الهتاف
|
و تصافحوا...
|
و نظرت خلفي في الطريق
|
سيارة تجري و أخرى تنطلق..
|
سيارة سمراء تعوي.. تخترق
|
و رأيت أشباح الجميع الثائرة
|
وقفت بعيدا.. تنتظر
|
ساعاتها كسلى
|
و عقارب الساعات تنظر حائرة..
|
سيارة حمراء تمضي مثل أشلاء الرفات
|
لا شيء فيها غير صندوق يصيح
|
فلترحموا يا ساداتي القلب.. الجريح
|
و رفعت رأسي للسماء
|
ما أجمل الكلمات تسري في الفضاء..
|
(5)
|
و مضيت وحدي.. في الطريق
|
و شجيرة الياسمين خلف ردائها..
|
وقفت تطل برأسها
|
و أزها النوار ((تغمر)) للفراش بعينها
|
و تبدد الصمت الجميل..
|
همسات شوق في الحديقة تختفي
|
قبلات حب في الهواء تبخرت...
|
و عناق أحباب يهز مشاعري
|
فسفينة الأحلام مني أبحرت..
|
قالت له: أحلامنا
|
فأجاب في حزن: أراها أدبرت..
|
و لم الوداع و أنت عمري كله
|
و حصاد أيامي و همس مشاعري
|
و غذاء فكري و ابتهال.. محبتي
|
و عزاء أيامي و صفو سرائري؟
|
فأجابها المسكين: حبك واحتي
|
لكنني يا منية الأيام ضقت برحلتي
|
فإلى متى أحيا و فقر العمر يخنق عزتي
|
سأودع الأرض التي
|
عشت الحياة أحبها
|
كم كنت أحلم
|
أن يكون العش فيها.. و الرفيق
|
أن ينتهي فيها الطريق
|
لكنني ضيعت أيامي على أمل الانتظار
|
حتى توارى العمر مني
|
و أتيت أبحث عن قطار
|
يوما قضيت العمر أشرب ((قهوتي))
|
و أدور في الطرقات أبحث عن.. جدار
|
لا شيء يأوينا فكيف الحب يحيا في الدمار؟
|
الحب يا دنياي أن نجد الرغيف.. مع الصغار
|
أن نغرس الأحلام في أيدي النهار
|
ألا نموت بمكتب ((السمسار))
|
(6)
|
و مضيت وحدي.. في الطريق
|
شاب تعانق راحتاه يد القدر
|
يمضي كحد السيف منطلق الأمل
|
و تعثر المسكين في وسط الطريق
|
هزمته أحقاد البشر
|
فقد ضاق بالأحزان من طول السفر
|
أين البريق و أين أحلام العمر؟!
|
ضاعت على الطرقات في هذا الوطن
|
شيء من الأيام ينقصني بقايا.. من زمن
|
قالوا بأن الشعر أسود و السنين قليلة!
|
أنا عند كل الناس طفل في الحياة..
|
لكن ثوبَ العلم فيك مدينتي ثوب العراة
|
فمتى بياض الشعر يبلغ.. منتهاه؟؟
|
(7)
|
و مضيت وحدي.. في الطريق
|
جلست لتنزف في التراب دموعها
|
كم من جراح العمر
|
تحمل هذه الخفقات
|
من أنت.. قالت:
|
نحن الذين نجيء في صمت
|
و نمضي في سكون
|
نحن الحيارى الصامتون
|
نحن الخريف المر نحن المتعبون
|
تتربع الأحزان في أعماقنا..
|
تتجسد الآلام في أعمارنا..
|
لا شيء نعلم في الحياة
|
و ليس تعنينا.. الحياة
|
فالعمر يبدأ.. ثم يبلغ منتهاه
|
إني قضيت العمر في هذا المكان
|
ما جاءني ضيف و لا عشت الزمان
|
لم جئت تسأل؟
|
لا تسل عنا فنحن التائهون
|
نحن الرغيف الأسود المغبون
|
نحن الجائعون...!!
|
(8)
|
و مضيت وحدي.. في الطريق
|
قد جئت أبحث عن رفيق
|
ضاع مني.. من سنين..
|
قد ضاع في هذا الطريق
|
لكنني
|
ما زلت أبحث عنه..
|
ما زلت أبحث عنه..
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق